مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 06:58:00 م

لا دموع بعد اليوم
لا دموع بعد اليوم 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

لنتابع أحداث الحلقة الثانية من المسلسل الرائع لنعرف ما الذي جرى بين أمجد ومجدولين ....


نزلت بسرعة وسارت قليلاً ،ثم انعطفت نحو الشارع المقابل عبرته ومشت بضع خطوات إلى الأمام ، ورفعت عينيها ثم تمتمت...  هاهو... 

مطعم الياسمينة البيضاء.... صدمها منظره ...

فقد بدت اليافطة الكبيرة المثبتة فوق واجهة المطعم مليئة بثقوب الرصاصات التي اخترقتها واستقرت في الحائط   ... 

للأسف سقط زجاجه بالكامل وقد أحاطه أصحابه بالنايلون الشفاف السميك ،كَحَلٍّ مؤقّتٍ يدرأ البرد عن رواده ريثما يتسنى لهم إصلاحه إنها |الحرب |التي  طالت  كل شيء... 

كان منظر المكان يوحي بالكآبة ،هكذا بدا لها الأمر خارج المطعم .

آثار الدمار بادية بقوة على المنطقة ركام تكدس بالقرب منه... 

مباني محطمة محلات وبيوت محترقة ،لكن| الياسمينة |الكبيرة المحيطة به لم تتأثر 

لقد تغلبت على الحرب..

 تلك النبتة الرقيقة التي ضربت جذورها في عمق الأرض تشبتت بالحياة وصمدت ،كانت تشتعل بالأزهار البيضاء الشذية ،عبيرها يملأ المكان.

 أخذت نفساً عميقاً تغلغلت رائحة الياسمين في صدرها  ثم تنهدت ،برغم كل شيء غمرها شعور بالفرح.

منذ زمنٍ لم تشعر بالسعادة 

التفتت يمنة ويسرة ثم نظرت إلى ساعة يدها إنها الثالثة تماماً ..

رن جوالها...ابتسمت ... مؤكد أنه هو 

أخرجته بسرعة من محفظتها الصغيرة لقد وصلت في الوقت المحدد ،فتحته ...لم تنظر إلى المتصل .... بدأت بالكلام

ألو... لقد وصلت.. 

لم يكن أمجد هو المتصل 

إنها  صديقتها يمنى... أخبرتها بأنها قدمت لها إجازة من عملها ،شكرتها وأغلقت الجوال ودخلت مسرعةً إلى المطعم 

كان يختلف كثيراً من الداخل

ضجيج الناس، أصوات ضحكاتهم .... رائحة التبغ ،دخان النارجيلات ،كل شيئ فيه كان يتحدى الحرب ،ويسخر منها ويتجاوز مخلفاتها وآلامها.

وقفت ترتاح قليلاً ، فبرغم أنها لم تبذل جهداً كبيراً في الوصول إلا أنها أحست بالتعب 

بدت وكأنها قد خرجت لتوها من مضمار سباق للجري فقد تسارعت أنفاسها 

هذه المرة اعتراها شعور غريب لا تعرف كنهه وهي قادمة للقائه ،ربما هي السعادة الموعودة التي طالما حلمت بها.

اتجهت أنظارها نحو الزاوية اليمنى حيث التقيا أول مرة

 ...لقد وجدته ها هو  ....

كان يجلس ووجهه إلى الجهة المقابلة ،يرتدي معطفه الجوخي الأسود 

وقفت تتأمله كم يبدو وسيماً بقامته المديدة 

فجأة استدار نحو الخلف يبحث عنها ،لمحها فوقف 

تسارعت دقات قلبها أكثر 

مزيج من مشاعر الفرح والخوف والقلق والشوق كلها تداخلت مع بعضها.

لوَّحَتْ له بيدها ،تهللت أساريره ،أشرق وجهه بابتسامة عريضة.

أومأ لها برأسه مرحباً ،تقدمت نحوه وكأنها تخطو نحو منصة زفافها ،ترامى لأسماعها صوت موسيقى ناعمة 

لم تنتبه علق طرف وشاحها بنارجيلة الطاولة المجاورة ،تعثرت وكادت تطيح بها ،اعتذرت بخجل وبدا عليها الارتباك

أسرع أمجد وأنقذ الموقف ،ثم تقدم بها نحو  طاولته.

كعادة هذا المطعم  ....زهرّيات صغيرة توزعت على جميع الطاولات ،بدت لها زهريّة طاولتهما تمتلئ بِضُمَّةٍ كبيرةٍ من الياسمين ،عبق رائحتها يملأ المكان.

مطعم الياسمينة البيضاء اسم على مسمى

ربما لهذا السبب تمت تسميته بهذا الاسم


كيف سيكون لقاء مجدولين  وأمجد ؟

هل سيتكلل اللقاء بالنجاح والسعادة والفرح ؟

 رافقونا في الحلقة المقبلة

بقلم هدى الزعبي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.